[ من اغلى الناس
الإيقاع الجميل يحضن الكلام العميق والأحلام الوردية تؤجج مشاعر الأحرار في مملكة الصمت. يقول صديق لصديقته: تمارين الشك أقرب شارع لمستشفى المجانين وهواية فك خيوط الملابس القديمة أحسن مهدئ لصداع الرأس. ترد عليه بعد أن غمزت كل جاراتها:
لأني أستمتع بعمق اللحظة معك ولأني أحب الرجل المتوازن فأرجوك أطرد الوحدة من حولنا واصنع لحظات الأمان. يرتبك ويتصنع ابتسامة لإخفاء توثره وليظهر حكيما قد تعلم الكثير من دروس الحياة،و يرد عليها: في بلادي الوحدة تصنع الرجال وتهزم النساء، هاكي وصفتي " ابحثي في دواخلك عن فكرة عميقة لملميها من كل الجهات إصبغيها بكل الألوان إحريقها مليون مرة واصنعي من الرماد و الدخان أفكارا جديدة إختاري منهن كل مساء الأقل عمقا واذخري الباقي للمستقبل"، تقاطعه بنبرة حزينة " الوحدة هي الحياة بدون أفكار عميقة" يواصل ، نعثر بسهولة كبيرة على الكتاب المرغوب في مكتبة منظمة جدا، فعمق الافكار هو ترتيب منهجي لأثاث بيت كبير يتسع ويكبر زاحفا في كل الإتجاهات...إنه العقل المنظم والزحف هو ضخ المعرفة اللامتناهية ألو هل أنت معي؟ نعم تقول: الإنسان السعيد لا ينتهي قل هو الكائن اللا متناهي، مفتوح على هذا الكون اللامتناهي ،و الزمن يصبح ثقيلا ومملا حين نجتر فكرة مبتذلة أو حين نجالس عقلا منتهيا وكذلك في فضاء مغلوق كالسجن مثلا، قل لي يا صديقي، هل تحس بالوحدة معي؟ يجيب دون تردد: أنت من أجود أفكاري التي دشنت في بيتي جناحا لامتناهيا، فصوتك وحده شق لي طريقا نحو القمر و لا أريد المزيد فربما عصفور فوق اليد خير من ألف فوق الشجرة...
شكرا صديقي لكن الطمع بطعم الحب سيشق لك صدرك ليختبر نضجك، فلا تخف وتمادى أرجوك لأنك لن تخسر سوى المزيد من الحبر
شكرا صديقتي الراقية فجناحك كبير ولا أظن أن ماتبقى لي من الزمن كاف لأكتشاف عوالمه وهذا يمتعني كثيرا فلتكن لعبة جميلة مادام الإحترام المتبادل أحد قواعدها.
نسيت أن أخبرك أنا لست رجلا متوازنا فرغم أني أمشي ببطأ فدائما أتعثر بسبب ألام المخاض الدائم في رأسي ... فقط إهديني صهوة حصان جامح وسأريك معنى آخر للنشوة و الرقص على ألحانك الراقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــة .